أنواع الذاتي

الجمعة، 9 مايو 2014


( أنواع الذاتي )

قد علمتَ أن الذاتي هو الوصف الجوهري للماهية، ولا تتحقق الماهية بدون ذاتياتها، وهذه الذاتيات ثلاثة هي:
أولا: الجنس.
ثانيا: الفصل.
ثالثا: النوع.

فالجنس هو: جزء الماهية الأعم منها.
ومعنى كونه أعم من الماهية أنه يصدق عليها وعلى غيرها من الماهيات والحقائق.

مثال: الحيوان بالنسبة للإنسان.
هو ذاتي له لا قيام للإنسان بدون الحيوانية.
والحيوانية كما تحمل على الإنسان تحمل على غيره من الماهيات.

نقول: الإنسان حيوان، فهنا حملنا الحيوانية على الإنسان.
ونقول الفرس حيوان، والحمار حيوان، والكلب حيوان وغيرها، فهنا حملنا الحيوانية على غير ماهية الإنسان.
فالحيوان جنس لأنه يحمل على ماهيات مختلفة كالإنسان والفرس والحمار والكلب والأسد والفيل والنسر والصقر والسمك والتمساح فهو لذلك أعم من الإنسان لأنه كما أن الإنسان جسم نام حساس متحرك بالإرادة، فكذلك بقية الحيوانات.

مثال: المعدن بالنسبة للذهب.
هو ذاتي له لا قيام للذهب بدون المعدنية.
والمعدنية كما تحمل على الذهب تحمل على غيره من بقية المعادن.

نقول: الذهب معدن، فهنا حملنا المعدنية على الذهب.
ونقول: الفضة معدن، والرصاص معدن، والحديد معدن وغيرها، فهنا حملنا المعدنية على غير ماهية الذهب.
فالمعدن جنس لأنه يحمل على ماهيات مختلفة كالذهب والفضة والرصاص والحديد والنحاس فهو لذلك أعم من الذهب.

مثال: النبات بالنسبة للقمح. هو ذاتي له لا قيام للقمح بدون النباتية. والنباتية كما تحمل على القمح تحمل على غيره.

نقول: القمح نبات، فهنا حملنا النباتية على القمح.
ونقول: الشعير نبات، والرز نبات، والبرسيم نبات، والذرة نبات، فهنا حملنا النباتية على غر ماهية القمح.
فالنبات جنس لأنه يحمل على ماهيات مختلفة كالقمح والشعير والرز والبرسيم والذرة فهو لذلك أعم من القمح.

وأما الفصل فهو: جزء الماهية الخاص بها.
ومعنى كونه خاصا بها أنه لا يصدق إلا عليها، فلا توجد ماهيات أخرى تتصف بهذا الفصل.

مثال: الناطق بالنسبة للإنسان.
هو ذاتي له لا قيام للإنسان بدون الناطقية.
والناطقية مختصة بالإنسان فلا يشترك معه فيها بقية الماهيات التي تشترك معه بالجنس.
أي أن الإنسان والفرس والأسد ونحوها تشترك مع الإنسان في الجنس الذي هو الحيوان ولا تشارك الإنسان في الناطق فهو قد انفرد عنها بالناطقية فلذا سمي فصلا لأنه يفصل كل ماهية عن الأخرى.

مثال: الصاهل بالنسبة للفرس.
هو ذاتي له لا قيام للفرس بدون الصاهلية.
والصاهلية مختصة بالفرس فلا يشترك معه فيها بقية الحيوانات التي تشترك معه بالجنس.

مثال: المسكر بالنسبة للخمر.
هو ذاتي له لا قيام للخمر بدون الإسكار.
والإسكار مختص بالخمر فلا يشترك معه فيها بقية الأشربة كالماء واللبن والخل والعسل التي تشترك معه بالجنس الذي هو الشراب.


وأما النوع فهو: تمام الماهية.
فهو مجموع الذاتيات الجنس والفصل.

مثال: الإنسان هو نوع لأن ماهية الإنسان هي حيوان ناطق، أي أن الماهية تتم بهذين الوصفين فإذا وجدا وجد النوع الإنساني.

مثال: الفرس هو نوع لأن ماهية الفرس هي حيوان صاهل، أي أن الماهية تتم بهذين الوصفين فإذا وجدا وجد النوع الفرسي.

مثال: الخمر هي نوع لأن ماهيتها هي شراب مسكر، أي أن الماهية تتم بهذين الوصفين فإذا وجدا وجد نوع هو الخمر.

ثم إن النوع يشتمل على الأفراد.
فالجنس تحته النوع وتحت النوع الفرد.

مثال: الحيوان جنس، والإنسان نوع، وزيد وعمرو وهند أفراد للإنسان.
مثال: الحيوان جنس، والفرس نوع، وهذا الفرس وتلك الفرس أفراد. مثال: المعدن جنس، والذهب نوع، وهذا الذهب أو ذاك أفراد. مثال: النبات جنس، والقمح نوع، وهذا القمح أو ذاك أفراد.
مثال: الشراب جنس، والعسل نوع، وهذا العسل أو ذاك أفراد.
وعليه فقس.

وهنا سؤال وهو: أن الجنس يشتمل على كثرة، والنوع أيضا يشتمل على كثرة فكيف نميز بينهما؟
مثال: الحيوان يشتمل على الإنسان والفرس والأسد ونحوه، والإنسان يشتمل على زيد وعمرو وهند ونحوهم.

والجواب: إن الجنس تحته كثرة مختلفة في الماهية والحقيقة، والنوع تحته أفراد متفقة في الماهية والحقيقة.
مثال: الحيوان تحته الإنسان والفرس والأسد وكلها مختلفة في الحقيقية، إذْ أن الإنسان: حيوان ناطق، والفرس حيوان صاهل، والأسد حيوان زائر.

فالاختلاف في الفصل يعني الاختلاف في الحقيقة.
أما النوع مثل الإنسان فيوجد تحته كثرة متفقة في الحقيقة فزيد وعمرو وهند كلهم حيوانات ناطقة فلا يختلفون في الماهية والذاتيات وإنما يختلفون في العرضيات ككون فلانا ذكرا والآخر أنثى وذاك ولد في عام كذا وذاك عربي وهذا فارسي ونحو ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

قائمة المدونات الإلكترونية

About Me