" أقسام اللفظ "
اللفظ هو: صوت مشتمل على بعض الأحرف.
مثل زيد فإنه صوت مسموع بالأذن ويشتمل على الزاي والياء والدال.
وينقسم إلى مفرد ومركب.
فالمفرد: ما لا يدل جزئه على جزء معناه.
والمركب: ما يدل جزئه على جزء معناه.
مثال: ( غلام زيد ) هذا لفظ مركب لأن معناه غلام تابع ومملوك لزيد، فلفظ ( غلام ) يدل على شطر هذا المعنى، ولفظ ( زيد ) يدل على الشطر الثاني فيكون مركبا لأنه قد دل جزء اللفظ على جزء المعنى.
وأما لفظ غلام أو لفظ زيد فهو مفرد لأنه لا يدل جزء اللفظ على جزء المعنى، فمثلا لفظ زيد متكون من ( الزاي- والياء- والدال ) فهل الزاي مثلا تدل على يد زيد والياء تدل على رأسه والدال تدل على الباقي؟
الجواب: كلا فهذا اللفظ ( زيد ) كوحدة كاملة يدل على زيد وليست أجزائه تدل على جزء معناه.
والمركب متى ما صار علما صار مفردا.
فعبد الله يراد به اسما لشخص هو مفرد لأنه لا يدل جزء اللفظ حينئذ على جزء المعنى.
أما إذا أريد به غير العلمية كقوله تعالى: ( قال: إني عبد الله) فهو مركب.
وهكذا أصول الفقه، ومصطلح الحديث، وأصول الدين إذا أريد بها أسماء علوم مخصوصة فهي مفردة وهي في الأصل مركبة من كلمتين.
والمفرد ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1- كلمة وهي تسمى بالفعل عند النحاة مثل ضرب.
2- اسم وهو الاسم عند النحاة مثل زيد.
3- أداة وهو الحرف عند النحاة مثل في.
فالمناطقة يسمون الفعل كلمة ويسمون الحرف أداة.
والمركب ينقسم إلى قسمين:
1- مركب ناقص وهو: ما لا يحسن السكوت عليه.
مثل غلام زيدٍ، وشجرة جميلة.
لأن من قال غلام زيد وسكت لم يذكر كلاما مفيدا لأنه موضوع ولا محمول له.
2- مركب تام وهو: ما يحسن السكوت عليه.
مثل زيد قائم، وقام زيد.
والمركب التام قسمان:
أ- خبر وهو: كلام يحتمل الصدق والكذب.
ب- إنشاء وهو: كلام لا يحتمل الصدق والكذب.
مثال: قامَ زيدٌ فهذا الكلام يسمى خبرا لأنه يحتمل الصدق والكذب لأنك إما أن تكون صادقا فيما قلته ويكون زيد قد قام فعلا، أو تكون كاذبا ويكون زيد لم يقم.
مثال: إذا قلتَ لشخص قمْ فهذا كلام مركب من فعل وفاعل مستتر تقديره أنت و يسمى إنشاءً وهو لا يحتمل الصدق والكذب لأنه طلب، وهو ليس فيه صدق أو كذب؛ فلا يصح أن يقال لك: صدقت أو كذبت لأنك لم تخبر عن حدوث شيء بل أنت تنشأ أمرا وطلبا لشيء تريده فلا معنى للصدق والكذب، بل إما أن تطاع ويقوم الشخص الذي تخاطبه أو تعصى ولا يقوم من مكانه.
فإذا علم هذا فالتصديق هو: إدراك النسبة التامة الخبرية على وجه اليقين أو الظن.
وكل إدراك عدا هذا فهو من التصور، وحينئذ يكون للتصور عدة مصاديق هي:
1- إدراك المفرد مثل زيد، وضرب، وفي.
2- إدراك المركب الناقص مثل غلام زيد.
3- إدراك المركب التام الإنشائي مثل قم لأن الإنشاء لا يتعلق به إخبار عن الواقع وبالتالي يحكم بوقوعه أو عدم وقوعه فلا يتعلق به سوى تصور المعنى دون التصديق.
4- إدراك النسبة التامة، أي مجرد تصور معنى الجملة الخبرية فقط.
5- إدراك النسبة التامة على وجه الشك.
6- إدراك النسبة التامة على وجه الوهم.
وباختصار التصور إدراك بلا حكم.
وقد مرت أمثلة التصور مرارا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق