( أقسام الدلالة اللفظية الوضعية )
قد علمتَ أن الدلالةَ تنقسم إلى ستة أقسام قد مرّ ذكرها، ثم إن الدلالةَ اللفظيةَ الوضعيةَ تنقسمُ بدورها إلى ثلاثة أقسام هي:
1- مطابقة وهي: دلالة اللفظ على تمام ما وضع له.
2- تضمن وهي: دلالة اللفظ على جزء ما وضع له.
3- التزام وهي: دلالة اللفظ على الخارج عن معناه الموضوع له.
بمعنى أن اللفظ إذا وضع ليدل على معنى فدلالته على كل المعنى مطابقة وعلى بعض المعنى تضمن وعلى خارج عن المعنى الموضوع له ولكنه لازم له التزام.
مثال: لفظ الكتاب معناه هو مجموعة صحائف مكتوبة على أوراق، فدلالته على هذا المعنى بتمامه هو دلالة مطابقة.
ودلالته على جزء معناه مثل دلالة لفظ الكتاب على الورق فقط، أو على المكتوب فقط هو دلالة تضمن.
ودلالته على خارج عن معناه وتعريفه ولكن يوجد بينهما ارتباط والتزام مثل دلالة لفظ الكتاب على الكاتب الذي كتبه هو التزام.
فالكاتب ليس بداخل في تعريف معنى الكتاب، ولكن لا يمكن أن توجد تلك الصحائف المكتوبة بدون كاتب يكتبها فلذا سميت بدلالة التزام لأن الكتاب يستلزم وجود الكاتب.
مثال: الصلاة هي مجموعة من الأقوال والأفعال تفتح بالتكبير وتختتم بالتسليم.
فدلالة لفظ الصلاة على جميع هذه الأقوال والأفعال مطابقة.
وعلى بعضها كالركوع أو السجود أو التشهد تضمن.
وعلى المصلي والوضوء التزام.
فالملزوم هو الدال واللازم هو المدلول والنسبة بينهما التزام.
فلفظ الكتاب دال على الكاتب فيكون الكتاب ملزوما، والكاتب لازما والانتقال من الكتاب إلى الكاتب التزام.
ونقول: إذا نزل المطر فستبتل الأرض أي أن نزول المطر دال على ابتلال الأرض.
فالملزوم هو نزول المطر واللازم هو ابتلال الأرض.
والنسبة بينهما أي الربط والانتقال من الأول للثاني يسمى ( التزاما وملازمة ولزوما وتلازما ).
واللازم قسمان لازم أعم ولازم مساو.
مثال الأعم: لزوم الزوجية للأربعة
فالزوجية - ومعناها قبول الانقسام على 2 بلا كسر - لازمة للأربعة لأنه كلما وجدت الأربعة وجدت الزوجية.
ولكنها ليست مختصة بالأربعة فهي لازمة للستة والثمانية والعشرة وغيرها.
فلذا يقال على الزوجية إنها لازم أعم لأنها توجد في الملزوم ( الأربعة ) وغيره.
ومثال المساوي: لزوم النهار لطلوع الشمس.
فكلما طلعت الشمس وجد النهار، وكلما وجد النهار كانت الشمس قد طلعت.
فهنا توجد ملازمة من الجانبين.
فإذا كان اللازم أعم فهنا قاعدتان:
1- كلما وجد الملزوم وجد اللازم.
2- وليس كلما وجد اللازم وجد الملزوم.
كما في الأربعة والزوجية فكلما وجدت الأربعة وجدت الزوجية.
وليس كلما وجدت الزوجية وجدت الأربعة إذْ قد توجد في غيرها كالثمانية.
وإذا كان اللازم مساويا فهنا قاعدتان أيضا.
1- كلما وجد الملزوم وجد اللازم.
2- وكلما وجد اللازم وجد الملزوم.
فكلما وجدت الشمس وجد النهار وكلما وجد النهار وجدت الشمس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق