النسب الأربع

الجمعة، 9 مايو 2014


( النسب الأربع )

قد علمتَ أن الكليات خمس قد مر بيانها، ونحن إذا عملنا مقايسة بين كليّ وآخر فلا بد من وجود علاقة بينهما كأن يكون أحد الكليين أعم من الكلي الآخر، مثل الإنسان - والحيوان فالكلي الثاني أعم من الأول؛ لأنه يتحقق مع غيره أيضا كالفرس.

وهذه النسب منحصرة في أربع هي:
1- التساوي وهو: أن يتحد الكليان في جميع الأفراد.
2- التباين وهو: أن يختلف الكليان في جميع الأفراد.
3- العموم والخصوص المطلق وهو: أن يجتمعا في بعض الأفراد وينفرد أحدهما في بعض آخر.
4- العموم والخصوص الوجهي وهو: أن يجتمعا في بعض الأفراد وينفرد كل منهما في بعض آخر. 

مثال: الإنسان والناطق، متساويان في جميع الأفراد من زيد وعمرو وهند وغيرهم لأن كل إنسان ناطق، وكل ناطق إنسان.

وهكذا كل علاقة بين النوع وفصله أو خاصته تكون التساوي ولا بد فإن ظهر أنهما ليسا بمتساويين فهذا يعني أن ما سميناه فصلا وخاصة ليسا كذلك فلنبحث عن فصل وخاصة جديدة.

مثال: الطهور والماء المطلق متساويان، فكل طهور هو ماء مطلق وكل ماء مطلق هو طهور.

مثال: الإنسان والفرس، متباينان؛ لأنه لا يمكن أن يوجد مثال واحد يصح أن يكون إنسانا وفرسا في نفس الوقت، فلا شيء من الإنسان بفرس، ولا شيء من الفرس بإنسان.

وهكذا كل علاقة بين نوعين حقيقيين فلا بد أن تكون العلاقة بينهما هي التباين قطعا.

مثال: الاسم والفعل متباينان؛ لأنه لا يوجد كلمة واحدة يمكن أن تكون اسما وفعلا معا فلا شيء من الاسم بفعل، ولا شيء من الفعل باسم.

مثال: الحيوان والفرس، بينهما عموم وخصوص مطلق؛ لأن الحيوان أعم من الفرس، والفرس أخص من الحيوان، فكل فرس حيوان، وليس كل حيوان فرسا لجواز أن يكون غيره كأسد ويسمى الحيوان أعم مطلقا، والفرس أخص مطلقا.

وهكذا كل علاقة بين الجنس ونوعه فلا بد أن تكون هي العموم والخصوص المطلق.

مثال: العبادة والصلاة، بينهما عموم وخصوص مطلق فكل صلاة عبادة، وليس كل عبادة صلاة لجواز أن تكون صوما مثلا.

مثال: الإنسان والأبيض، فبينهما عموم وخصوص من وجه؛ لأن الإنسان قد يكون أبيض وقد يكون أسود أو أسمر، والأبيض قد يكون إنسانا وقد يكون غيره كالثلج أو الحائط، فبعض الإنسان أبيض وبعضه غير أبيض، وبعض الأبيض إنسان، وبعض الأبيض غير إنسان.
ولو نظرنا إلى محل الأبيض من الإنسان لوجدناه عرضا عاما مفارقا.

فهكذا كل علاقة بين الشيء وعرضه العام المفارق تكون هي العموم والخصوص الوجهي مثل الإنسان والماشي بالفعل، فالإنسان يصدق على زيد الجالس وعمرو الذي يمشي، والماشي بالفعل يصدق على الإنسان الماشي بالفعل وعلى غيره كالفرس الذي يمشي.

مثال: الفقيه والشاعر، بينهما عموم وخصوص وجهي يجتمعان في الفقيه الشاعر وينفرد الفقيه في الفقيه غير الشاعر، وينفرد الشاعر في الشاعر غير الفقيه.

والضابط الذي يحصر هذه الأقسام هو أن نقول:
الكليان إما أنه ليس بين أفرادهما اجتماع، أو يكون بين أفرادهما اجتماع.
فالأول هو التباين.
والثاني إما أن يكون الاجتماع في جميع الأفراد أو في بعضها.
فالأول هو التساوي.
والثاني إما أن ينفرد أحدهما في بعض الأفراد، أو ينفرد كلاهما في بعض الأفراد.
فالأول هو العموم والخصوص المطلق، والثاني هو العموم والخصوص الوجهي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

قائمة المدونات الإلكترونية

About Me