تناقض المحصورات

الجمعة، 9 مايو 2014


( تناقض المحصورات )

قد علمتَ أن التناقض لا بد فيه من الاتحاد في الوحدات الثمان، ولا بد فيه من الاختلاف في الإيجاب والسلب كي تناقض إحداهما الأخرى.
ثم إن الاختلاف في الإيجاب والسلب هو كاف لوحده في نقض القضية الشخصية.
مثال: زيد قائم نقيضها زيد ليس بقائم.
وعمرو جالس نقيضها عمرو ليس بجالس.
والعراق بلد كبير نقيضها العراق ليس بلدا كبيرا، وهكذا.

أما في المحصورات الأربع أعني الموجبة الكلية، والموجبة الجزئية، والسالبة الكلية والسالبة الجزئية فلا يكفي الاختلاف في الإيجاب والسلب، بل لا بد معه من الاختلاف في السور فتنقض الكلية بالجزئية.
فالموجبة الكلية.. نقيضها.. السالبة الجزئية.
والسالبة الكلية.. نقيضها.. الموجبة الجزئية.

مثال: كل إنسان حيوان هذه موجبة كلية نقيضها هو بعض الإنسان ليس بحيوان وهذه سالبة جزئية.
وكذا - كما هو واضح- السالبة الجزئية مثل بعض الإنسان ليس بحيوان تنتقض بالموجبة الكلية مثل كل إنسان حيوان.

مثال: كل مسلم يحب الله ورسوله نقيضها بعض المسلمين لا يحبون الله ورسوله.
فهاتان قضيتان متناقضتان إحداهما صادقة والأخرى كاذبة.

مثال: لا شيء من الإنسان بحجر هذه سالبة كلية نقيضها بعض الإنسان حجر وهذه موجبة كلية.
وكذا - كما هو واضح - الموجبة الجزئية مثل بعض الإنسان حجر تنتقض بالسالبة الكلية مثل لا شيء من الإنسان بحجر.

مثال: لا أحد من الكفار سيدخل الجنة هذه سالبة كلية نقيضها بعض الكفار سيدخل الجنة.
فهاتان قضيتان متناقضتان إحداهما صادقة والأخرى كاذبة.

فهذا ما يتعلق بنقض المحصورات وأما المهملة فهي في قوة الجزئية كما سبق فتنقض بالكلية.
مثال: الإنسان كاتب، هذه موجبة مهملة تنتقض بلا شيء من الإنسان بكاتب؛ لأن الإنسان كاتب في قوة بعض الإنسان كاتب وهذه موجبة جزئية تنتقض بالسالبة الكلية.

مثال: الإنسان ليس بكاتب هذه سالبة مهملة تنتقض بكل إنسان كاتب؛ لأن الإنسان ليس بكاتب في قوة بعض الإنسان ليس بكاتب وهذه سالبة جزئية تنتقض بالموجبة الكلية.

فيكون نقيض المهملة الموجبة هو السالبة الكلية.
ويكون نقيض المهملة السالبة هو الموجبة الكلية.

ولو أردنا أن نلخص ما سبق لحصلنا على الآتي:
1- نقيض الشخصية الموجبة شخصية سالبة.
2- نقيض الموجبة الكلية سالبة جزئية.
3- نقيض السالبة الكلية موجبة جزئية.
4- نقيض المهملة الموجبة سالبة كلية.
5- نقيض المهملة السالبة موجبة كلية.

وقد يقول قائل إنكم قلتم إن بين القضيتين المتناقضتين غاية التنافي فلم جعلتم الموجبة الكلية تنتقض بالسالبة الجزئية لم لا تنتقض بالسالبة الكلية فتكون أشد في التنافي مثل كل إنسان حيوان ننقضها بلا شيء من الإنسان حيوان بينما أنتم نقضتموها ببعض الإنسان ليس بحيوان؟

والجواب: لأن أساس التناقض هو أن تكون أحدهما صادقة والأخرى كاذبة ولو جعلنا نقيض الموجبة الكلية سالبة كلية لأمكن أن تكذب القضيتان معا في بعض الأمثلة وهذا مناف للتناقض.

مثال: كل حيوان إنسان، هذه كلية موجبة كاذبة فلو نقضناها بالسالبة الكلية لقلنا لا شيء من الحيوان بإنسان وهذه كاذبة أيضا فهنا كذبت القضيتان معا ولكن لو نقضناها ببعض الحيوان ليس بإنسان لكانت صادقة فيتحقق التناقض.

وهنا تنبيه وهو: أن النقيض السالب قد ينحصر في شيء فيسمى حينئذ بالمساوي للنقيض.
مثال: الإنسان موجود، والإنسان ليس بموجود قضيتان متناقضتان.
والإنسان ليس بموجود= في المعنى الإنسان معدوم.
فلو قلنا زيد موجود وزيد معدوم كان التقابل بين الشيء والمساوي لنقيضه؛ لأن معدوم = ليس بموجود.
فالتناقض يكون دائما بين موجبة وسالبة وقولنا زيد معدوم هو قضية موجبة لكنها مساوية في المعنى للسالبة وهو زيد ليس بموجود.

مثال: هذا العدد زوج، وهذا العدد فرد.
بينهما تنافر واضح فلا يجتمعان ولا يرتفعان، والتقابل بينهما هو تقابل بين الشيء والمساوي لنقيضه لأن الفرد = ليس بزوج.
فإذا قلنا هذا العدد زوج، وهذا العدد ليس بزوج صار التقابل بين الشيء والمساوي لنقيضه.
فهذا اصطلاح المناطقة فتنبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

قائمة المدونات الإلكترونية

About Me