( التلازم في العكس )
قد علمتَ أن العكس هو تبديل كل من طرفي القضية بالآخر مع بقاء الإيجاب والسلب والصدق بحاله ولفهم حقيقة العكس بعمق لا بد من الالتفات إلى قواعد التلازم لأن ( الأصل ملزوم ، والعكس لازم أعم).
وفي باب التلازم أربع قواعد هي:
1- متى صدق الملزوم صدق اللازم.
2- ليس متى صدق اللازم صدق الملزوم.
3- متى كذب اللازم كذب الملزوم.
4- ليس متى كذب الملزوم كذب اللازم.
مثال: الزوجية لازم أعم للأربعة، فالأربعة ملزوم والزوجية لازم.
فمتى صدق أن هذا العدد أربعة صدق أنه زوج.
ولكن ليس متى صدق أن العدد زوج صدق أنه أربعة لتحقق الزوجية مع غير الأربعة كالستة والثمانية.
ومتى انتفى وكذب أن هذا العدد زوج كذب أنه أربعة.
ولكن ليس متى انتفى وكذب أن هذا العدد أربعة كذب أنه زوج لتحقق الزوجية مع الستة مثلا.
فإذا ثبت أن الأصل ملزوم والعكس لازم أعم حصلنا على القواعد التالية:
1- متى صدق الأصل صدق العكس.
2- ليس متى صدق العكس صدق الأصل، بل قد يصدق العكس ويكذب الأصل.
3- متى كذب العكس كذب الأصل.
4- ليس متى كذب الأصل كذب العكس، بل قد يكذب الأصل ويصدق العكس.
ولنطبق هذه القواعد على الأمثلة:
مثال: كل إنسان حيوان عكسها بعض الحيوان إنسان.
فالأولى أصل والثانية عكس.
فالأولى ملزوم والثانية لازم.
وهنا متى صدق الملزوم الذي هو الأصل ( كل إنسان حيوان) صدق اللازم الذي هو العكس ( بعض الحيوان إنسان ).
مثال: كل حيوان إنسان قضية كاذبة إذا عكسناها صارت بعض الإنسان حيوان وهي قضية صادقة.
فهنا العكس صادق والأصل كاذب.
إذاً لا يلزم من صدق العكس أن يكون الأصل صادقا.
مثال: كل إنسان حجر، عكسها بعض الحجر إنسان.
فالعكس بما أنه كاذب فالأصل كاذب أيضا لأنه متى كذب العكس لزم كذب الأصل.
مثال: كل حيوان إنسان الذي مثلنا به قبل قليل كاذب وعكسه بعض الإنسان حيوان صادق.
فهنا الأصل كاذب والعكس صادق.
فتلخص أن التلازم في العكس في جانبين فقط:
الأول: متى صدق الأصل صدق العكس.
الثاني: متى كذب العكس كذب الأصل.
ففائدة مبحث العكس هي:
1- إذا أقمنا الدليل على صدق القضية الأصل أمكننا أن نعرف مباشرة صدق العكس أيضا بلا حاجة لدليل ثان على صحة العكس لأنه متى صدق الأصل صدق العكس.
2- إذا لم نعلم حال القضية الأصل وعرفنا أن عكسها باطل وكاذب علمنا كذب القضية الأصل.
لأنه متى كذب العكس كذب الأصل.
مثال: إذا علمنا أن كل المرسلين أنبياء، فسنعلم بالعكس أن بعض الأنبياء مرسلين.
لأنه متى صدق الأصل صدق العكس.
مثال: إذا ارتبنا في حال هذه القضية ( كل حرف معرب) فعكسناها إلى بعض المعرب حرف وعلمنا أن العكس كاذب فحينئذ نقول فالأصل أيضا كاذب لأنه متى كذب العكس كذب الأصل.
تنبيه: في المنطق لا يوجد مفهوم مخالف فإذا قلنا بعض الإنسان حيوان فتعتبر قضية صادقة ولا يقال فهذا يقتضي أن البعض الآخر من الإنسان ليس بحيوان وهذا باطل، لأننا نقول الطرف الآخر مسكوت عنه أي لم يبين حكمه فلا يستنبط من السكوت حكم.
وعليه فكل قضية كلية صادقة فالجزئية صادقة أيضا.
مثال: كل إنسان جسم، وبعض الإنسان جسم كلاهما صادقتان ولا يقال فتخصيص بعض الإنسان بأنه جسم يقتضي أن البعض الآخر ليس بجسم لأنا نقول هو طرف مسكوت عنه أي لم يبين حكمه.
مثال: كل صلاة عبادة وبعض الصلاة عبادة كلاهما صادقتان.
مثال: كل ذهب معدن، وبعض الذهب معدن كلاهما صادقتان.
وعليه فقس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق