أقسام القضية الشرطية

الجمعة، 9 مايو 2014


( أقسام القضية الشرطية )

قد علمتَ أن القضية حملية وشرطية، وأن الشرطية هي: ما حكم فيها بوجود الرابطة بين قضية وأخرى أو عدم وجود الرابطة بينهما.
ثم إن القضية الشرطية قسمان:
1- متصلة.
2- منفصلة.

فالمتصلة هي: ما حكم فيها بالتلازم بين قضيتين، أو عدم التلازم بينهما.
مثال المتصلة الموجبة: كلما طلعت الشمس فالنهار موجود.
فهنا حكمنا بأنه متى تحققت القضية الأولى ( طلعت الشمس ) تحققت القضية الثانية ( النهار موجود) فهما متلازمان في الوجود والتحقق.

مثال آخر: إذا طلع الفجر فتجب صلاة الصبح.
فهنا حكمنا بالتلازم بين طلوع الفجر ووجوب الصبح فهي قضية شرطية متصلة موجبة.

مثال آخر: لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها.
فهنا حكم الله سبحانه بالتلازم بين انتفاء الإلهية عن أصنام الكفار ودخول جهنم ، فدخولها لجهنم دليل على أنها ليست آلهة فهي قضية شرطية متصلة موجبة.

مثال المتصلة السالبة: ليس إذا طلعت الشمس وجد الليل.
بل بالعكس إذا طلعت الشمس وجد النهار، فقد حكمنا بعدم التلازم بين طلوع الشمس ووجود الليل فهي شرطية متصلة سالبة.

مثال آخر: ليس كلما جاء الصيف جفت الأنهار.
فقد حكمنا بعدم التلازم الدائمي بين مجيء الصيف وجفاف الأنهار، فقد يجيء الصيف ولا تجف الأنهار فهي شرطية متصلة سالبة.

والمنفصلة: ما حكم فيها بالتنافي بين قضيتين، أو عدم التنافي بينهما.
مثال: إما أن يكون العدد زوجا أو فردا.
فهنا حكمنا بالتنافي والتنافر بين قضيتين الأول ( العدد زوج ) والثانية ( العدد فرد ) فلا يمكن أن يجتمع في العدد الزوجية والفردية فهذه شرطية منفصلة موجبة.
فهي عكس المتصلة لأن المتصلة فيها اجتماع وتلازم، والمنفصلة فيها عدم اجتماع وتنافر بين القضيتين.

مثال: إما أن يكون الشيء موجودا وإما أن يكون معدوما.
فهنا حكمنا بالتنافي بين وجود الشيء وعدمه واستحالة اجتماعهما فهي قضية شرطية منفصلة موجبة.

مثال: الكلي إما أن يكون ذاتيا أو يكون عرضيا.
فهنا حكمنا بالتنافي بين كون الشيء ذاتيا وكونه عرضيا فهي قضية شرطية منفصلة موجبة.

مثال: ليس إما أن يكون الإنسان كاتبا أو شاعرا.
فهنا حكمنا بعدم تنافي اجتماع القضيتين الأولى ( الإنسان كاتب ) والثانية ( الإنسان شاعر ) فما المانع من أن يكون الإنسان كاتبا وشاعرا في نفس الوقت فلا يوجد تناف ولا مانع من الاجتماع كما يمتنع أن يكون العدد زوجا وفردا معا فهي قضية شرطية منفصلة سالبة.

ولو أردنا أن نستخلص الفروق بين الشرطية المتصلة والشرطية المنفصلة لحصلنا على الآتي:
1- المتصلة بين طرفيها ( القضيتين ) تلازم واجتماع.
والمنفصلة بين طرفيها تنافي وعدم اجتماع لأنها مبنية على الترديد بين الاحتمالات فنقول إما أن يكون الشيء كذا أو كذا.

2- عادة ما يستخدم للمنفصلة ( إما ) لأنها تدل على الانفصال.
بينما لا تستعمل إنما في المتصلة بل يستعمل إن وإذا وكلما ولو ونحوها.

بقي أن نبين أن أجزاء القضية الشرطية سواء أكانت متصلة أو منفصلة لا تسمى بالموضوع والمحمول بل لها أسماء جديدة لأن طرفيها قضيتان وليسا مفردين.
وأجزائها هي:

1- المقدَّم وهو القضية الأولى.
2- التالي وهو القضية الثانية.
3- النسبة وهي الارتباط بين المقدم والتالي.

مثال: إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.
الشمس طالعة ( مقدم )
النهار موجود ( تالي )
والارتباط بينهما هو النسبة.

مثال: إما أن يكون العدد زوجا أو فردا.
العدد زوج ( مقدم )
العدد فرد ( تالي )
والارتباط بينهما بأن ينقسم العدد إلى الزوجية والفردية هو النسبة.
تنبيهان:
الأول: قد عرّفنا القضية الشرطية من قبلُ بأنها: ما حكم فيها بالارتباط بين قضية وأخرى أو عدم الارتباط بينهما، وظهر هنا من تقسيم الشرطية إلى متصلة ومنفصلة أن ذلك الارتباط إما أن يكون على سبيل الاتصال أو الانفصال، فالعلاقة بين المقدم والتالي لا تخلو من أحدهما.

الثاني: قد تكون المنفصلة ذوات أجزاء أي لها أكثر من طرفين.
مثال: الكلمة إما أن تكون اسما أو فعلا أو حرفا.
فهنا جعلنا الاحتمالات ثلاثة والتنافر حصل هنا بين ثلاثة أجزاء.
والأكثر أن يكون بين طرفين مثل إما أن يكون الشيء موجودا أو معدوما.

هناك 3 تعليقات

  1. احسنتم بارك الله فيكم

    ردحذف
  2. أحسنتم شُـگـ{τħᎯɴκȘ}ــرآآ~ ممنونة منكم هـواية هـواية♥️🥺

    ردحذف

 

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

قائمة المدونات الإلكترونية

About Me